ليلة أوروبية صاخبة.. وخيبة أولى في القلعة الملكية

ليلة أوروبية صاخبة.. وخيبة أولى في القلعة الملكية

لم تكن تلك الليلة عادية على الإطلاق. الأضواء كانت مُسلطة، العيون تراقب بشغف، والصمت في المدرجات لم يطل. الظهور الأول للاعب طال انتظاره في أروقة سانتياغو برنابيو، لم يكن كما حلم به عشاق الأبيض، بل تحوّل شيئًا فشيئًا إلى حالة من الحيرة والتساؤل.

في واحدة من أكثر المباريات متابعةً هذا الأسبوع، استقبلت جماهير ريال مدريد النجم الإنجليزي القادم من ليفربول، الذي حمل معه وعودًا كبيرة، وقيمة انتقال أثارت الجدل منذ لحظة الإعلان عنها: 10 ملايين جنيه إسترليني، دفعت مقدمًا لوصوله المبكر إلى العاصمة الإسبانية هذا الصيف.

لكن ما حدث فوق أرضية الملعب لم يكن ضمن السيناريو المتوقع. تمريرات مقطوعة، تمركز متأخر، غياب عن التحولات السريعة، وبعض اللحظات التي جعلت المدرب يقف في حيرة بين الدفع به من جديد أو التفكير مرتين.

من "الجوكر" إلى "اللغز"؟

تدريجيًا بدأت أصوات الجماهير تظهر عبر منصات التواصل، والمفارقة أن أول من احتفل بهذا الأداء لم يكونوا مشجعي الميرينغي، بل جماهير ليفربول، التي رأت في تلك "البداية المتعثرة" نوعًا من التبرير غير المعلن لرحيله. بعضهم وصفها بـ"الكارثة التكتيكية"، والبعض الآخر رأى أن ريال مدريد لم يعرف بعد كيف يستخدم ترينت كما يجب.

الصحف الإسبانية لا ترحم

الانتقادات لم تتأخر، فالصحف المدريدية الصادرة صباح اليوم لم تكن لطيفة، بل وصفت الأداء بـ"الكارثي"، وتساءلت عن السر الحقيقي وراء استعجال النادي في دفع الملايين من أجل وصول مبكر لم يضف جديدًا في ظهوره الأول.

جريدة "ماركا" ألمحت إلى وجود فجوة تكتيكية لا يزال الجهاز الفني عاجزًا عن ملئها، بينما تساءلت "آس" إن كان اللاعب بحاجة لوقت، أم أن المنظومة الملكية ببساطة لا تناسبه.

ماذا بعد؟

بين تحفّظ جماهير الملكي، وسخرية جماهير ليفربول، يجد النجم الإنجليزي نفسه أمام مفترق طرق: إما التكيّف السريع والصعود من جديد إلى القمة، أو أن يكون هذا الانتقال عنوانًا لفصل جديد مليء بالتساؤلات.

المؤكد أن النجم الإنجليزي يملك الموهبة، لكن اللعب في مدريد لا يشبه أبدًا ما اعتاده في أنفيلد، والموسم لا يزال في بدايته... فهل تكون المباراة القادمة بداية الرد؟ أم أن "الظهور الأول" سيظل يطارده؟